ذعر بين الأقباط.. واستنفار أمني بعد تهديد القاعدة باستهداف الكنائس والأديرة المصرية ... استنكار رسمي للزج باسم مصر في الهجوم.. والكنيسة تنفي وجود 'أسيرات'
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبوطالب: استنفرت أمس أجهزة الأمن المصرية قواتها بعد ساعات من تهديد تنظيم موال للقاعدة بضرب الكنائس والأديرة في مختلف أنحاء المدن المصرية.
وشوهدت أمس العديد من المركبات الأمنية معززة بالجنود التابعين لوزارة الداخلية وهي تطوق العديد من الكنائس والأديرة والعديد من الجمعيات المسيحية.
وكان تنظيم ما يعرف بـ'دولة العراق الإسلامية' أمهل الكنيسة الأرثوذكسية التي يرأسها البابا شنودة يومين للإفراج عمن قال انهن أسيرات اعتنقن الإسلام برغبتهن غير أن السلطات قامت بإعادتهن للكنيسة التي تحفظت عليهن داخل أديرتها..
ومن أشهر المطلوب تحريرهن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وماري عبدالله وجميعهن متزوجات من رجال دين مسيحيين.
وقال مصدر أمني مصري، إن وزارة الداخلية المصرية نظمت حملات مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات بالقاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنيا ومعظم المدن المصرية خاصة تلك التي شهدت من قبل توترات طائفية وذلك لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات المترددين على الكنائس والأديرة.
وأعلنت الكنيسة أمس عن ترحيبها بالجهود التي تقوم بها القوى الأمنية مطالبة المسيحيين بحسن التعاون مع رجال الأمن.
وعقب عودته بساعات من رحلة علاج بالولايات الأمريكية قام البابا شنودة ببحث كافة الاستعدادات والتهديدات التي تواجهها الكنيسة المصرية من أطراف خارجية كما عقد المجمع المقدس بالكنيسة المصرية اجتماعاً لبحث تهديدات تنظيم القاعدة باستهداف الكنائس المصرية.
وكان تنظيم 'دولة العراق الإسلامية' الموالي للقاعدة تبنى الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك، في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، الأحد، كما أمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات 'مأسورات في سجون أديرة' في مصر حسب بيان للتنظيم.
وقال التنظيم إنه نفذ عملية العراق 'نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مصر المسلمة'.
وضرب التنظيم مهلة لرجال الكنيسة في مصر مقدارها يومان لإطلاق سراح الأسيرات وقال البيان 'على الكنيسة الكشف عن حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون الأديرة والكنائس في مصر وإطلاق سراحهن جميعا'.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا شنودة أن الكنيسة لا تتحفظ على أي مسلمة مشدداً على أن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته لم تتحولا عن المسيحية وأعرب عن تنديده الواسع بتلك التهديدات مشدداً على أن الكنيسة لن ترضخ لأي تهديد.
وندد الناطق بلسان الخارجية المصرية السفير حسام زكي بما ورد من تهديد للكنيسة مشدداً على أن مصر ترفض أي تدخل في شؤونها كما أدانت وزارة الخارجية بشدة العمل الإرهابي الهمجي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة بالكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد الأحد.
وأعرب السفير حسام زكي عن خالص التعازي المصرية لأسر الضحايا متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً على تضامن مصر مع الشعب العراقي بكافة طوائفه في هذه الظروف الصعبة. وأعرب المتحدث الرسمي عن رفض مصر القاطع الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تبناها تنظيم 'دولة العراق الإسلامية' الموالي للقاعدة.
وهاجم عضو البرلمان نبيل لوقا بباوي التهديدات العراقية مشدداً على أنها تعد تدخلاً صريحاً في الشؤون الداخلية لمصر.
وقال الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الأعلام بالمجمع المقدس: 'إن رسالة التهديد ليست للكنيسة فقط، بل هي رسالة تهديد لأمن مصر ككل'.
وأضاف الأنبا مرقص: 'أن الله هو المدافع عن أتباع المسيح من الأقباط، وطالب شعب الكنيسة بتكثيف الصلاة من أجل حماية مصر قائلاً نحن لا نخاف من هؤلاء القلة، لأن الله هو الذي يحمينا'، مؤكدا أن أمن مصر قوي والشرطة تسهر على حمايتنا'.
وبالرغم من تلك التطمينات سادت حالة من التوتر والخوف بين العديد من أبناء الشارع القبطي خشية أن يقوم تنظيم القاعدة بأعمال إرهابية داخل الأديرة والكنائس.
من جانبه قلل الدكتور ضياء رشوان الخبير في فكر الحركات الجهادية من إمكانية تنظيم جيش دولة العراق الإسلامية من القيام بأعمال داخل مصر كما استبعد قيام القاعدة بالهجمات مشيراً إلى عدم استحالة تصر أن تكون هناك خلايا نائمة لذلك الفصيل داخل مصر.
واعتبر الموقف الأمني المصري قوياً للغاية في التعامل مع مثل تلك التهديدات
واشار رشوان إلى أنه من الوارد أن يكون الفصيل يبحث عن تعاطف واسع في أكبر دولة عربية وهو ما يوفره له ذلك البيان حيث كشفت الفترة الماضية عن حالة من الشوق في الرأي العام لمعرفة مآل وفاء قسطنطين ومن سار على دربها
وقد وبث التنظيم أيضاً تسجيلاً مصوراً منسوبا إلى 'مقاتل' يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر إذا لم يتم إطلاق سراح زوجتي الكاهنين 'المعتقلتين' كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين.
وجاء في البيان أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم 'ستفتحون على أبناء ملتكم باباً لا تتمنونه أبداً ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا إن لم تستجيبوا'. وتابع البيان 'صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر تم اتخاذه مقرا لحرب دين الإسلام'.
ويأتي ذلك بعد العملية التى استهدفت مساء الأحد كنيسة سيدة النجاة وأدت إلى مقتل 37 رهينة وجرح 56 آخرين على الأقل.
جدير بالذكر أن العديد من المدن المصرية شهدت مظاهرات أمام المساجد طيلة الفترة الماضية حيث طالب المشاركون فيها بتحرير الأسيرات المسلمات.
وقد شنت القوات الأمنية العراقية بمؤازرة من الجيش الأمريكي هجوما لتحرير الرهائن فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة، وكان المسلح التاسع قد فجر نفسه قبل تدخل القوات العراقية والأمريكية، بحسب مصدر أمني.
ولم يحدد تنظيم 'دولة العراق الإسلامية' تاريخ العملية أو مكانها، لكنه قال إنه نفذها 'نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مصر المسلمة'.
وبث التنظيم أيضا تسجيلا مصورا منسوبا إلى 'مقاتل' يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر سايت.
وجاء فى التهديد أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم 'ستفتحون على أبناء ملتكم بابا لا تتمنونه أبدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا مشروعاً لنا إن لم تستجيبوا وبسرعة لتلك المطالب'.