Roca Rota GM
تاريخ الميلاد : 05/02/1984 العمر : 40 كنيسة : السيده العذراء مريم - الزيتون
الوظيفة : G.manager-Account Department of Customer
آيه احبها : أنصت يارب لكلماتي واسمع صراخي واستجيب لي شفيعي : † البابا كيرلس † مارجرجس † † العذراء مريم †
البلد ( محافظة ) : القاهرة عدد الرسائل : 2354
تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: المسيح حمل الله الأربعاء 01 أغسطس 2007, 3:23 pm | |
| المسيح حمل الله
الذى يحمل خطايا العالم
الآباء الكهنة الموقرين , وأعضاء اللجان العامة والفرعية الكرام , والشمامسة , والخدام والخادمات , وكل الشعب المحب للمسيح فى كافة كنائس الإيبارشية.
أهنئكم جميعاً بعيد الغطاس المجيد , راجياً لكم فيه من الله, نعمة وبركة خاصة ، كما أننى أرجو للعالم أجمع السلام والأمان والتقدم.
دُعى السيد المسيح يا إخوتى وأبنائى , فى إنجيل القداس : (( بحمل الله , الذى يرفع أو يحمل خطايا العالم )) . لذلك أكلمكم فى هذا العيد عن : (( المسيح حمل الله , الذى يحمل خطايا العالم )) ( يو 1 : 29 , 36 ).
قبل أن يأتى السيد المسيح فى الجسد , ويحمل أو يرفع خطايا العالم بالصليب .
1 - كانت الذبائح الطاهرة , التى من الحيوانات والطيور, تحمل خطايا الإنسان , وتنوب عنه فى الموت:
وذلك بواسطة وضع يد الإنسان على رأس الذبيحة , لكى تُنقل خطاياه إلى رأس الذبيحة , أو بمعنى آخر لكى تحمل الذبيحة خطاياه, وتنوب عنه فى الموت. فتعطيه التكفير عن خطاياه , والتقديس أيضاًَ.
أ - فنرى هذا الجانب بوضوح , بعد مسح هارون وبنيه كهنة .
(( ثم قدم ثور الخطية , ووضع هارون وبنوه أيديهم , على رأس ثور الخطية , فذبحه وأخذ موسى الدم, وجعله على قرون المذبح مستديراً بإصبعه وطهر المذبح , ثم صب الدم إلى أسفل المذبح, وقدسه تكفيراً عنه. ثم قدم كبش المحرقة , فوضع هارون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فذبحه ورش موسى الدم , على المذبح مستديراً ... وأوقد موسى كل الكبش على المذبح , إنه محرقة لرائحة سرور, وقود هو للرب , كما أمر الرب موسى. ثم قدم الكبش الثانى , كبش الملء , فوضع هارون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فذبحه وأخذ موسى من دمه , وجعل على شحمة أذن هارون اليمنى , وعلى إبهام يده اليمنى, وعلى إبهام رجله اليمنى. ثم قدم موسى بنى هارون وجعل من الدم , على شحم آذانهم اليمنى, وعلى أباهم أيديهم اليمنى , وعلى أباهم أرجلهم اليمنى , ثم رش موسى الدم على المذبح مستديراً . ثم أخذ الشحم الأليه ... وأوقدها على المذبح فوق المحرقة ... لأنها قربان ملء لرائحة سرور, وقود هى للرب ... ثم أخذ موسى من دهن المسحة, ومن الدم الذى على المذبح , ونضح على هارون وعلى ثيابه, وعلى بنيه وعلى ثياب بنيه معه, وقدس هارون وثيابه, وبنيه وثياب بنيه معه... كما فعل فى هذا اليوم , قد أمر الرب أن يفعل للتكفير عنكم )) ( لا 8 : 14 , 15 , 18 , 21 , 22 , 23 , 24 , 25 , 28 , 30 , 34 ) , ( خر 29 : 1 , 2 , 3 , 10 , 11 , 12 , 13 ,14 , 15 , 16 , 17 , 18 , 19 , 20 , 21 , 25 , 31 , 35 , 36 , 37 ) .
ب - من هذا المنطلق , أوصى السيد الرب موسى النبى قائلاً : (( إذا قرب إنسان منكم قرباناً للرب من البهائم ... يقربه إلى باب خيمة الاجتماع , يقدمه للرضا عنه أمام الرب . ويضع يده على رأس المحرقة , فيرضى عليه للتفكير عنه )) ( لا 1 : 2 - 4 ).
جـ - وبالمثل فى قربان ذبيحة السلامة والإثم, والخطية والمحرقة , كان صاحبه : (( يقربه أمام الرب. ويضع يده على رأس قربانه , ويذبحه لدى باب خيمة الاجتماع ... )) ( لا 3 : 1 , 2 , 6 , 7 , 8 ,12 , 13 , 14 ) , ( لا 7 : 1 , 7 ) , ( عد 8 : 10 - 15 ).
د - وفى تطهير المرأة التى ولدت ابناً أو ابنه , كان يقدم لأجل تكفير خطاياها , خروف حولى ذبيحة محرقة , وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية . وهذه الشريعة كانت تطبق على المقتدرين فقط, أما عن الفقراء فكانت تقدم الأم يمامتين أو فرخى حمام , الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطية .
وهذه هى تعاليم الشريعة : (( ومتى كملت أيام تطهيرها , لأجل ابن أو ابنه , تأتى بخروف حولى محرقة , وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية , إلى باب خيمة الاجتماع إلى الكاهن. فيقدمها أمام الرب, فيكفر عنها, فتطهر من دمها . هذه هى شريعة التى تلد ذكراً أو أنثى. وإن لم تنل يدها كفاية لشاه , تأخذ يمامتين أو فرخى حمام , الواحد محرقة , والآخر ذبيحة خطية , فيكفر عنها الكاهن فتطهر )) ( لا 12 : 6 - 8 ) .
هـ - كذلك فى يوم الكفارة العظيم , كان رئيس الكهنة يضع يديه على رأس التيس الحى الخاص بعزازيل , ويقر عليه بكل ذنوب وسيآت وخطايا بنى إسرائيل , ويجعلها على رأس التيس , ليحملها نيابة عنهم .
لذلك قيل : (( ويضع هارون يديه على رأس التيس الحى, ويقر عليه بكل ذنوب بنى إسرائيل , وكل سيآتهم مع كل خطاياهم , ويجعلها على رأس التيس , ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية . ليحمل التيس عليه, كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة , فيطلق التيس إلى البرية )) ( لا 16 : 21 , 22 ) .
و - ثم أصبح بعد ذلك وضع يد الخاطئ على رأس الذبيحة قبل أن تقدم لله , أمراً إلهياً , للإنابة عنه فى الموت للتكفير عن خطاياه السهو ( لا 4 ) , أو العمد ( لا 5 ) .
لذلك كل من كان مؤمناً بالله فى العهد القديم , وعاملاً بما جاء فى الشريعة فى حياته الخاصة , ومع بقية المؤمنين فى الكنيسة , حمل أو رفع المسيح خطاياهم, وقت أن قدم الخلاص للعالم كله.
2 - وكما كانت الذبائح تحمل خطايا الإنسان ، وتنوب عنه فى الموت, هكذا السيد المسيح :
فمن هنا حمل المسيح خطايا البشرية, وناب عنها فى الموت على الصليب, ولذلك قال الكتاب : (( عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى, بفضة أو ذهب ... بل بدم كريم , كما من حمل بلا عيب ولا دنس , دم المسيح )) ( 1 بط 1 : 18 , 19 ) .
ويؤكد على ذلك , إشعياء النبى قديماً , فى نبوءته : (( كلنا كغنم ضللنا, ملنا كل واحد إلى طريقه , والرب وضع عليه إثم جميعنا )) ( إش 53 : 6 ).
لذلك شفقةً ورحمةً من الرب بنا, ينادينا قائلاً : (( تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين , والثقيلى الأحمال, وأنا أريحكم )) ( مت 11 : 28 ).
فهو يريحنا من أتعابنا, وذلك بحمله خطايانا وذنوبنا وآثامنا, وهذا يتضح من قوله : (( حمل خطية كثيرين , وشفع فى المذنبين )) ( إش 53 : 12 ) , ( عب 9 : 28 ) . وفى موضع آخر يقول : (( الرب وضع عليه, إثم جميعنا )) ( إش 54 : 6 ) .
ولأن الخطية, دُعيت بالمرض فى الكتاب, فيترتب عليها الأسقام والأحزان والأوجاع والأتعاب , وكل هذه الآثار السيئة وأمثالها , مَنْ الذى يستطيع أن يحملها ؟!
بلا شك يا أخى ، الوحيد الذى يستطيع , أن يحمل آثار خطاياك هو السيد المسيح فقط, وهذا هو قول الكتاب عنه : (( هو أخذ أسقامنا , وحمل أمراضنا )) ( مت 8 : 17 ) . وقال عنه أيضاً : (( أحزاننا حملها, وأوجاعنا تحملها ... )) ( إش 54 : 4 ) .
أ - لكن هناك سؤال هام, وهو كيف يحمل المسيح خطاياك ؟!
يحمل المسيح خطاياك , بواسطة إيمانك به بأنه الوحيد القادر أن يخلصك , كما ذكر الرسول : (( ليس بأحد غيره الخلاص, لأن ليس اسم آخر تحت السماء, قد أٌعطى بين الناس, به ينبغى أن نخلص )) ( أع 4 : 12 ) .
ب - ويعوزك جانب آخر إلى جوار الإيمان, وذلك لحمل خطاياك الجدية , وهو سر المعمودية, ولذلك قال الرب : (( من آمن واعتمد خلص )) ( مر 16 : 16 ) .
فبالرغم من قدرة المسيح على حمل خطاياك, نيابة عنك, إلا أنه لا يحملها إلا بواسطة الإيمان والمعمودية , فمن هنا قال الرب : (( من آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن يدن )) ( مر 16 : 16 ) . وقال فى موضع آخر : (( إن كان أحد لا يولد من الماء والروح, لا يقدر أن يدخل ملكوت الله )) ( يو 3 : 5 ) .
جـ - وللأسف بعد أن يُدرك الإنسان , ويميز بين الخير والشر, فهو عرضة للسقوط فى التعدى والعصيان , فيعوزه سر التوبة والاعتراف ، لكى يحمل المسيح خطاياه ، ويرفعها عنه.
وهذا يعطينا فكرة عن أهمية التوبة إلى جوار المعمودية , فى حمل المسيح لخطايا الإنسان , ولذلك قال معلمنا بطرس الرسول للناس فى يوم الخمسين , وقت أن سألوه قائلين : (( ماذا نصنع ؟ فقال لهم: توبوا وليعتمد كل واحد منكم ، على اسم يسوع المسيح, لغفران الخطايا , فتقبلوا عطية الروح القدس )) ( أع 2 : 37 , 38 ) .
فمن خلال المعمودية , المسيح يغفر لك الخطية الجدية , ويحملها عنك. أما من خلال سر التوبة والاعتراف, المسيح يغفر لك خطاياك الفعلية , ويحملها عنك.
فيجب عليك يا أخى , أن تقدم توبة صادقة واعترافاً أميناً , لكى يحمل المسيح خطاياك .
د - فلا يمكن أن تكون توبتك كاملة من غير اعتراف , ولا يمكن أن يكون اعترافك مقبولاً , إلا فى وجود كاهن شرعى كما أمر الرب.
والسبب يرجع إلى أن الكاهن قديماً ، كان له دور فى نقل الخطايا من على المخطئ إلى الذبيحة , كذلك الكاهن فى العهد الجديد , له دور أساسى فى نقل الخطايا من على المخطئ إلى المسيح , بعد توبته واعترافه .
وذلك بواسطة سلطان الحل والربط , الممنوح للكهنوت من السيد المسيح : (( كل ما تربطونه على الأرض , يكون مربوطاً فى السماء. وكل ما تحلونه على الأرض, يكون محلولاً فى السماء )) ( مت 18 : 18 ) , ( مت 16 : 19 ) . (( ومن غفرتم خطاياه , تغفر له . ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت )) ( يو 20 : 23 ) .
وهناك نصوص كتابية أخرى , تؤكد على ذلك , وهى فى المواضع الآتية : ( أع 15 : 23 - 31 ) , ( 1 كو 5 : 4 , 5 ) , ( 2 كو 2 : 10 ) .
فهو بالفعل بعد منح التحليل للمعترف التائب, بواسطة الكاهن , يحمل المسيح كافة خطاياه وذنوبه وآثامه , وأحزانه وأوجاعه , وأسقامه وأمراضه ( إش 53 : 12 ) , ( إش 54 : 4 , 6 ) , ( مت 8 : 17 ) , ( عب 9 : 28 ) , ( 1 بط 2 : 24 ).
فمن هنا دُعى المسيح , فى الكتاب : (( بحمل الله , الذى يرفع خطايا العالم )) ( يو 1 : 29 , 36 ) .
هـ - ويدعى المسيح كذلك فى القداس الإلهى , وقت أن نقدم الحمل, لذلك نطلب منه قائلين : (( يا حمل الله , يا حامل خطايا العالم , اسمعنا وارحمنا )) .
ومن هنا يأتى دور المسيح , فى غفران خطايانا وحملها نيابة عنا, وذلك من خلال سر التناول, ويكفى أن أذكركم بما يقال فى الاعتراف الأخير, من القداس الإلهى : (( يُعطى عنا خلاصاً, وغفراناً للخطايا, وحياة أبدية لمن يتناول منه )) .
إذاًَ من الممكن أن يحمل المسيح خطايانا, ولكن بالشروط التى وضعها هو فى الكتاب, والتى أشرنا نحن إليها فى موضوعنا | |
|